فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

يُردِّدُ البعضُ نتيجةَ الشعورِ بالاستياءِ : (إنَّ مُشكلتي ليسَ لها حَل ! )

أو ، ( لا أَصِلُ للحلولِ مَهما فكّرتُ ! )

هذا اللونُ نُسمّيهِ بالتفكيرِ داخلَ الدائرةِ المغلقةِ !

حيثُ ينتقلُ الشخصُ في تفكيرهِ من المشكلةِ، و يعودُ إليها، وليسَ الى الحلِّ !!
يقولُ استشاريٌّ نفسيٌّ: لكلٍّ منّا طريقتُهُ في التفكيرِ لحلِّ ما يواجهُهُ من مشاكلَ، فهناكَ مَن يُفكّرُ بصورةٍ إيجابيةٍ خارجَ صندوقِ المشكلةِ؛ ليرى أبعدَ ما فيها بعدَ ذلكَ، وهناكَ من يُفكّرُ بحدودِ المشكلةِ، ومنّا من يُفكّرُ بطريقةٍ سَلبيةٍ حتى ينغمِسَ أكثرَ في المشكلةِ، ليسَ هذا فحسب، فهناكَ أشخاصٌ يُصيبُهم التفكيرُ المفرطُ بالهَوَسِ والمَرضِ، ويظلّوا يفكرونَ ويحللونَ كُلَّ كلمةٍ وإيماءَةٍ ، ويدخلونَ في دائرةٍ مُغلقةٍ من التفكيرِ التي تكونُ محصِّلةً حَلُّها صِفر !

إذن هناكَ مشكلةٌ في طريقةِ التفكيرِ إزاءَ التعامُلِ معَ المشكلةِ، وهيَ حالةٌ مَرضيّةٌ تَظهرُ علاماتُها على الشخصِ
كــ( الشرودِ الذهنيِّ ، كثرةِ النسيانِ ، الاكتئابِ ، قلّةِ الشهيّةِ ، الاختلاءِ بالنفسِ ، عدمِ الاهتمامِ بالمظهرِ والشَّكلِ ، العصبيةِ وتعكُّرِ المزاجِ ...)

فما هوَ الحلُّ ؟ الحلُّ هوَ أنْ تخرُجَ من تلكَ الدائرةِ المغلقةِ أولاً

بالاستعانةِ بمنفَذَينِ :

المنفذُ الأوّل : اختيارُ شخصٍ موثوقٍ، ومن الأفضلِ أنْ يكونَ متخصِّصاً في المجالاتِ النفسيةِ والتنمويةِ، وشرحُ المشكلةِ لهُ ليساعدَنا في حلِّها، ويمُدَّ لنا يدَ العونِ للخَلاصِ من الشللِ الفكريِّ و تجاوزِ الحواجزِ النفسيةِ التي تمنعُنا من رؤيةِ الحُلولِ وتنفيذِها.

المنفذُ الثاني: إعتمادُ استراتيجياتِ حلِّ المشاكلِ والالتزامُ بطريقةِ تفكيرٍ صحيحةٍ ومنتِجةٍ، وضرورةُ التكيُّفِ النفسيِّ معَ الواقعِ المتأزّمِ بُغيَةَ تلمُّسِ الحُلولِ ..

ونضعُ بينَ يديكَ استراتيجياتٍ ثلاث، يُمكِنُ اعتمادُها في تلمُّسِ الحُلولِ ومواجَهةِ المشكلاتِ:

الاستراتيجيةُ الأولى : حلولٌ بمنظورِ الإيمانِ والقيمِ والأخلاقِ : بأنْ تكونَ الحلولُ مُستَمَدَّةً من منظومةِ القيمِ والإيمانِ باللهِ تعالى ، وأنْ يُنظَرَ للمُشكلةِ على أنّها امتحانٌ وبلاءٌ يستهدِفُ تقويةَ الإرادةِ وصَقلَ الروحِ ليُتَرَقّى في  درجاتِ الصالحينَ بالصبرِ والتقوى ، كأنْ يُعتَمَدُ على المثلثِ القِيَميِّ الاجتماعيِّ ( كظمُ الغيظِ – أخذُ العفوِ- قولُ السلامِ ) أو المثلثِ القيميِّ الاقتصاديِّ ( عدمُ الإسرافِ – القَوَامِيّةُ – التصدّقُ ) وغيرِها كثير ، فما مِن موقفٍ نمرُّ بهِ إلا ويمكنُ التعاملُ معهُ مِن مُنطلقاتِ الإيمانِ باللهِ تعالى والاقتداءِ بالنبيِّ الأكرمِ والعِترةِ الطاهرةِ ومواقفِ الصحابةِ والصالحينَ.

الاستراتيجية الثانية: التَكرارُ والمحاولةُ: تستندُ هذهِ الاستراتيجيةُ على طرحِ وتدوينِ عدّةِ محتملاتٍ وبدائلَ كحلولٍ للمشكلةِ ، و يتمُّ تحديدُ الحلِّ الأقربِ لنجاحِ حلِّ المشكلةِ ، وتوقّعْ حصولَ النتائجِ المرجوّةِ ، ثمَّ العملَ بهِ فإنْ نجحَ الأمرُ فبها ، وإنْ لم ينجحْ : فإعادةُ المحاولةِ وتكرارُ الحلِّ بصياغةٍ أخرى، أو الانتقالُ لحلٍّ بديلٍ لحينِ إنهاءِ المشكلةِ من جذورِها، فالمحاولةُ والتكرارُ ركنٌ أساسيٌّ في هذهِ الاستراتيجيةِ.

الاستراتيجية الثالثة: الاستعانةُ بالمتخصِّصِ:

جاءَ في الأثرِ  " استعينوا على كلِّ صناعةٍ بأهلِها أو بصالحِ أهلِها " فإذا كانتِ المشكلةُ تخصُّ الأمورَ القانونيةَ مثلاً فإنَّ الحلولَ عندَ المحاميَن والحقوقيينَ، وإنْ كانتِ المشكلةُ دينيةً فالرجوعُ الى الفقهاءِ وعلماءِ الدينِ، وإنْ كانتْ صحيّةً فللأطباءِ، وإنْ كانتِ اقتصاديةً فإلى التجّارِ وخبراءِ الاقتصادِ .... ، وهكذا. ، فبدلَ الدورانِ في دائرةٍ مغلقةٍ و الاستسلام ِأمامَ الظروفِ معَ الجهلِ بالمخارجِ قُمْ واستنرْ بتوجيهاتِ وخبراتِ عقولِ أصحابِ التخصُّصِ ليُرشدوكَ ويعطوكَ الحلولَ والمخارجَ .